اضطرابات منظور الزمن في الصدمة النفسية

تهدف هذه الدراسة للكشف عن العلاقة بين "الصدمة النفسية – منظور الزمن". انطلاقا من كون الاضطرابات النفسية التي تخلفها الأحداث الأليمة تحوي في طياتها مفهوم الزمن. حيث الاستثارة المفرطة في الحاضر و تكرار معايشة خبرات الصدمة الماضية و تجنب كل المواقف التي تذكر بالتجربة التي فككت علاقة الفرد بمحيطه و أفقدت البناءات المعرفية تسلسلها الوظيفي و أخمدت حوافز تحقيق الأهداف المستقبلية. كل هذه الأعراض الأساسية المعتمدة في تشخيص الصدمة النفسية تدل على انهيار تناغم انسياب الزمن الذاتي، عندها لم يعد يهتدي المريض بمعالمه الزمنية، إلا من تلك التي صاحبت التجربة الأليمة التي عايشها. فيكون الحاضر لديه مبتورا تغطية تكرارية معايشة حدث الصدمة و يفقد وظيفته من حيث التوافق النفسي مع أحداث الحياة اليومية. بينما الماضي يستمر نفوذه و توغله في الحاضر و في صورته السلبية في حين يغيب تنشيط الجوانب الإيجابية فيه، و كل الماضي السابق للصدمة يعاد تصوره و نمذجته إما باعتباره مثالي أو نسيانه و ما إلى ذلك من التصورات الذهنية في حين، الاتجاه نحو المستقبل يتحجر فيكون مسدودا فيفقد الفرد المصدوم معالم الأفق الزمني التي كان يهتدي بها و يتوقف أفق الآمال ومسيرة تحقيق الأهداف