دور هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية في حماية مصالح المستثمرين

تلعب أسواق رأس المال دوراً أساسياً في تحقيق النمو الاقتصادي، ومن المعروف أن وجود أسواق رأس المال وبورصات أوراق مالية ذات كفاءة عالية تمنح مزايا عديدة للاقتصاد والنظام المالي. ويعتمد الاستثمار في الأوراق المالية, وتداولها بالدرجة الأساس على الإفصاح عن البيانات والمعلومات عن جميع أنشطة الشركات التي يتم التعامل بأوراقها المالية في السوق, بالإضافة إلى دقة هذه البيانات وسرعة نشرها بما يحٌقق العدالة والكفاءة والشفافية, التي توثر كثيراً على مصالح المستثمرين. لذلك كان لابد من وجود هيئة تقوم بحماية مصالح المستثمرين, وتشجيعهم على الاستثمار في سوق دمشق للأوراق المالية لما له من أثر على الاقتصاد الوطني ككل. هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى قيام هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية بدورها في حماية مصالح المستثمرين. وذلك من خلال تصميم استبيان وتوزيعه على عينة من الأشخاص, بالإضافة إلى جولة ميدانية تخللها لقاء لبعض الموظفين في الهيئة والسوق. وقد توصلت الدراسة إلى أن للهيئة دور كبير في التأكد من دقة المعلومات, ومحاكاتها لواقع الشركة, وقيامها بنشر المعلومات بالسرعة الكافية, وبدون تأخير, وبعدالة أي لا يوجد أسبقية لأحد بالحصول على هذه المعلومات, وبتكاليف تكاد تكون معدومة, لكن هناك بعض التأخير في اتخاذ القرار عند التداول في السوق رغم أن السرعة هي المطلوبة, كما لاحظت الباحثة قلة عدد المستثمرين, وتعزو الباحثة هذه النتيجة إلى قلة عدد الشركات التي يتم التداول على أسهمها في السوق وقلة الأدوات الاستثمارية, بالإضافة لنقص ثقافة الناس بالأسواق المالية, ووجود رقابة سابقة على السوق وذلك من خلال وجود ممثل عن الهيئة كعضو في مجلس ادارة السوق, وذلك يحول دون تحقيق خسائر أو أرباح كبيرة غير حقيقية, وبالتالي تؤدي إلى حماية مصالح المستثمرين, وتشجيعهم على الاستثمار في سوق دمشق للأوراق المالية لما له من أثر على الاقتصاد الوطني ككل.