الوقف ودوره في تحقيق التنمية الاجتماعية

يعتبر نظام الوقف من النظم الدينية التي اصبحت في ظل الاسلام مؤسسة عظمى لها ابعاد متعددة دينية واقتصادية واجتماعية وثقافية، فهي تجسيد حي للسماحة والعطاء والتضامن والتكافل، وذلك من خلال تغطيتها لسائر أوجه الحياة، فقد شملت المساجد والمرافق العامة والدعوة والجهاد والمدارس ودور العلم والمكتبات والمؤسسات الخيرية، وكفالة الفقراء والمساكين والمؤسسات الصحية. ولقد كان الوقف وما زال أحد أهم الأدوات الاقتصادية الاسلامية، فقد ساهم وبجلاء في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وشكل من خلال خصائصه المختلفة ومرونة أحكامه حقلاً خصباً للإبداع الانساني في مجال توفير المنافع والخدمات والاعمال الخيرية في المجتمع. تهدف هذه الورقة لبيان دور الوقف في تحقيق التنمية الاجتماعية، من خلال بيان دورة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي ومعالجة المشاكل الاجتماعية المختلفة من بطالة وفقر، وكذلك دورة في الرعاية الاجتماعية وتحقيق التنمية ومساهمته في توفير الامن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.