فاعليَّة التَّوازي في شعر محمد عبده غانم

يسعى هذا البحث إلى دراسة التوازي وفاعليته في شعر محمد عبده غانم، بوصفه سمةً أسلوبيةً أغنتْ النَّص الشعري ومنحته طاقةً هائلةً من الفاعلية والانفتاح الدلالي المفضي إلى عالم الشعرية، ويأتي ذلك لمعرفة كيفيَّة اشتغالها وتشكُّلها في النص الشعري على المستويين: التركيبي والدلالي، وقد فرضتْ طبيعة البحث أنْ يطرح الباحث الإشكالية الآتية: - كيف تجلَّتْ فاعليَّة التوازي في شعر غانمٍ على صعيد المستويين: التركيبي والدلالي؟ ويفترض الباحث أنَّ للتوازي دورًا فاعلًا في إثراء النَّص دلاليًّا، وفتح أفق التأويل لدى القارئ. وقد اتَّبع الباحث من أجل دراسة ذلك المنهج الأسلوبي، مع الاستفادة من صدى المنهج النفسي؛ بغية الوصول إلى مقاربة نقديَّةٍ فاعلةٍ تنطلق من مساءلة بنية التوازي في ضوء السِّياق الذي وردت فيه؛ من أجل فكِّ شفراتها النَّصِّيَّة، واستكناه دلالاتها الخفيَّة ورموزها العميقة في شعر غانمٍ. وللخوض في غمار هذا البحث، فقد تمَّ تقسيمه إلى قسمين تسبقهما توطئةٌ كانت بمثابة مهادٍ ومدخل إلى دراسة التوازي في شعر غانم. اختص القسم الأول من البحث بالتوازي التركيبي؛ وفيه تناول الباحث أنماطه حسب ورودها في شعر غانمٍ, وهي التوازي العمودي (الرأسي)، والتوازي المزدوج، والتوازي الأفقي. أمَّا القسم الثاني فقد وقف فيه الباحث على التوازي الدلالي؛ حيث درس التوازي بالتضاد، والتوازي بالترادف. وقد توصَّل هذا البحث إلى جملة من النتائج، من أبرزها: أن التوازي قد جاء عند غانمٍ نابعًا من بنية النَّص، ومتناغمًا مع تجربته الشعرية. وهو ما جعل أشكال التوازي عنده تظهر فاعليتها في جذب مفاصل النَّص وتوليد التلاحم بين مستويات البنية اللغوية. وقد منح التوازي القارئَ إمكانية الاطلاع على نفسية الشاعر واستجلاء رغباته الخفية.