سياسه‌تى به‌دره‌دين لؤلؤ به‌رامبه‌ر ناوچه‌ كوردنشينه‌كان

يعد لؤلؤ من الشخصيات البارزة في التاريخ الاسلامي،لما لعبه من دور مهم في توجيه‌ سياسات المنطقة نهاية فترة حكم الدولة العباسية،كذلك استطاع ان يبرهن مدى تأثيره‌ على ترجح كفة موازين القوى آنذاك. على الرغم من انه‌ في بدايات ظهوره‌ كان عبداَ عند الزنكيين، الى انه‌ وبحكم مهاراته‌ وذكائه‌ استطاع ان يلعب دورا مهما في تاريخ هذه‌ العائلة، وذلك لاعتماد الزنكيين عليه‌ كثيرا، الا ان حبه‌ الجامح للسلطة والنفوذ أديا به‌ ان يفكر في وضع حد لنفوذ الزنكيين وان يصبح بديلا عنهم، مما ادى في النهاية الى تمكنه‌ من القضاء على حكمهم والذي استمر قرابة قرن من الزمان. وفي الجانب الدبلوماسي، فبحكم دهائه‌ وحنكته‌ السياسية وخبرته‌ في مجال الادارة، استطاع ان يتغلب على جميع المشاكل، فضلا عن ذلك فقد بات واحدا من القوى السياسية المؤثرة آنذك، كما انه‌ وخلال مجئ المغول الى شرق العالم الاسلامي تعاون معهم وساعدهم كثيرا وذلك لدرء خطرهم عن اماراته‌، وقد حافظ على هذه‌ العلاقات الجيدة مع المغول حتى وفاته‌. اما سياسته تجاه المناطق الكردية فقد كان لؤلؤ غير مطمئنا الى القوى السياسية المتاخمة لحدود امارته لا سيما القوى الكردية لذلك كان يرى في قوة العدويين تهديدا حقيقيا لسلطته ومن جانب اخر فان تزايد نفوذ امارة اربل ممثلا في كوكبوري وتحالفاته مع القوى الاخرى دفع لؤلؤ الى اتخاذ جميع التدابير من خلال تقوية علاقاته مع الخلافة كذلك وتحالفه مع المغول لتقليل تهديدات الاكراد على سلطته.كل ذلك جعله يقدم الدعم بكل السبل الى المغول خلال حملتهم على اربل. حاولنا ان نسلط الضوء من خلال اربعة مباحث، على حياة لؤلؤ وسياسته‌ تجاه‌ المناطق الكردية، ففي المبحثين الاول والثاني تطرقنا الى بدايات حياة ونشأة لؤلؤ وظهوره‌ على مسرح الاحداث، كما بحثنا في اسباب ونتائج صراعه‌ مع الزنكيين، وفي المحثين الثالث والرابع حاولنا ان نبين السياسات العدائية للؤلؤ تجاه‌ المناطق الكردية وخاصة صراعه‌ مع مظفرالدين كوكبري والكرد العدوية.