الأولياء والتصدي للجريمة في مجتمع المغرب الإسلامي من خلال التشوف للتادلي - قراءة في آليات المجابهة وسبل التخفيف -
Journal: REVUE DES LETTRES ET SCIENCES SOCIALES (Vol.19, No. 01)Publication Date: 2022-05-04
Authors : بركات كمال; بوعقادة عبدالقادر;
Page : 83-99
Keywords : الجريمة -الأولياء; اللصوصية والحرابة; الأمن; مناقب – كتاب; التشوف; ابن الزيات التادلي;
Abstract
تعد ظاهرة الولاية، أحد أهم الميزات التي طبعت تاريخ المغرب الإسلامي في العصر الوسيط، ومنه أصبح روادها والمنتسبين إليها من كبار المتصوفة؛ فئة لها وزنها الديني والاجتماعي لدى ساكنة ومجتمع المغرب الإسلامي في مراحل هامة من تاريخه في العصر الوسيط ،خاصة لما لها من أثر إصلاحي وتربوي وأمني، الأمر الذي دفع بالنخبة الكاتبة أن تخصص لهم صنفا خاصا من الكتابة يعرف بأدب المناقب، يتتبع خلالها المؤلف حياة الأولياء وتفاعلهم مع الحياة في جميع مظاهرها، بما في ذلك الانحرافات الاجتماعية ومظاهر الجريمة، التي شغلت بال الولي ودفعته للتدخل، إما مصلحا للمجرم أو رادعا له، ومن جهة أخرى متكفلا بالضحية ومخففا من مأساته . من هذا المنطلق ارتأينا أن نقدم قراءة في كتاب التشوف إلى رجال التصوف لابن الزيات التادلي، الذي يعد أحد أهم المصادر المناقبية في تاريخ المغرب الإسلامي، نستقصي من خلال التراجم التي قدمها، ونرصد طرق وأساليب الولي في تصديه للجريمة، وذلك يقتضي الوقوف عند الأليات التي وظفها الأولياء في مهمتهم الإصلاحية والأمنية والردعية، كما نكشف من خلال هذه القراءة عن الوجه الآخر للولي، بالبحث في السبل التي انتهجها للتخفيف من تداعيات الجريمة على ضحاياها. ونستند في مقاربتنا هذه على المنهج التاريخي، بألياته المختلفة، حيث نقوم بتتبع واستقراء، للتراجم للوقوف عند الإشارات التي تخص البحث، ونستعين بالوصف كألية للتبسيط، وألية النقد في بعض الأمور التي بدت لنا أنها تستحق النقد، كما رافقتنا ألية التحليل والتعليل في الكثير من جزئيات الموضوع، مع اعمال ألية الاستنتاج في نهاية كل نقطة من نقاط البحث، ثم في نهاية البحث إجمالا، ولابأس أن نؤكد على أن البحث استند بشكل أساس على مصدر بعينه، لكن هذا لا يعني أننا لم نستند على غيره من المظان المصدرية، وذلك بهدف الوصول إلى مقاربة شاملة. تم التوصل من خلال هذه الدراسة، إلى نتائج ذات بعدين؛ منها ما هو منهجي، ومنها ما هو معرفي؛ فمن النحية المنهجية يمكن القول إن كتاب التشوف الذي يصنف ضمن كتب التراجم والمناقب، نص ذو حمولة تاريخية في الجانب الاجتماعي، وتاريخ الذهنيات والمتخيل، بما فيذلك تاريخ المحظورات، كما تبين لنا في الجانب المعرفي أن الأولياء كان لهم فلسفة خاصة بهم في التصدي للجريمة، ومع الذهنية السائدة لدى ساكنة المغرب الإسلامي واعتقادهم في الأولياء، أصبح الأولياء يشكلون بديلا امنيا ناجعا، وبمثابة مؤسسة لإعادة إدماج المجرمين فيالمجتمع، ومن جهة أخرى مؤسسة تضامنية مع ضحايا الإجرام.
Other Latest Articles
- تجربة الولاية الصوفية للمرأة في الغرب الإسلامي ما بين القرن 6 و7هجري/12و13 ميلادي - بين التنظير والواقع-
- قدسية الحياة الإنسانية و رهانات البيوتكنولوجيا المعاصرة
- وظائف الإعلام الجديد؛ ما مدى الانحراف عن التقليد؟
- المقاربة الأنثروبولوجيّة للظاهرة القرآنية في الفكر الحداثي لمحمّد أركون- بحث في المقوّمات والمقاصد-
- أثر التكريس الدستوري لآلية الدفع بعدم الدستورية على نظام الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر
Last modified: 2022-05-05 18:23:48